«هآرتس»: جنود إسرائيليون يعترفون بقتل مدنيين وأطفال في غزة

«هآرتس»: جنود إسرائيليون يعترفون بقتل مدنيين وأطفال في غزة
جندي إسرائيلي في غزة

 

كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة "هآرتس" عن اعترافات لجنود وضباط إسرائيليين شاركوا في عمليات قتالية في قطاع غزة، تفيد بأنهم أقدموا على قتل مدنيين فلسطينيين، بما في ذلك أطفال، رغم علمهم بأنهم ليسوا مسلحين ولا ينتمون إلى أي جماعة مسلحة، وأوضح الجنود أن كل من يجتاز خطًا وُضع على محور نتساريم، سواء كان مدنيًا ضل طريقه أو شخصًا يركب دراجة هوائية، كان يتم اعتباره هدفًا مشروعًا ويتم قتله.

منطقة الموت والجثث المنسية

بحسب ما ورد في التحقيق المنشور اليوم الخميس، قال أحد القادة إن هناك ما يسمى بـ"منطقة خط الجثث"، حيث تُترك جثث الفلسطينيين لفترات طويلة دون جمعها، مما يؤدي إلى نهشها من قبل الكلاب، وأشار إلى أن هذه المنطقة أصبحت رمزًا للرعب لدى الفلسطينيين.

وروى جندي آخر أن أوامر إطلاق النار كانت واضحة: "كل من يدخل منطقة الممر يجب أن يتلقى رصاصة في رأسه"، وأشار إلى حادثة قتل شاب يبلغ من العمر 16 عامًا، تم تصويره بعد قتله واكتشاف أنه لم يكن مسلحًا أو مرتبطًا بأي تنظيم، ورغم ذلك، أُشيد بالعملية باعتبارها إنجازًا عسكريًا.

قصص تعكس القسوة المفرطة

سرد أحد الجنود حادثة قتل أربعة فلسطينيين غير مسلحين كانوا يسيرون مشيًا على الأقدام، بعد إطلاق النار عليهم باستخدام مدفع رشاش، قُتل ثلاثة منهم على الفور، بينما نُقل الرابع إلى موقع عسكري حيث تعرض للإهانة والضرب قبل إطلاق سراحه لاحقًا.

وأشار التحقيق إلى أن جرافة عسكرية جاءت لاحقًا ودفنت الجثث تحت الرمال، مما يعكس سياسة متعمدة لإخفاء آثار هذه الجرائم، وأوضح جندي أن هذه الممارسات "لا تقتل الفلسطينيين فحسب، بل تقتل إنسانيتنا أيضًا".

غياب المحاسبة 

وفقًا لشهادات الجنود، كانت القيادات العسكرية تُشيد بمثل هذه العمليات في غزة باعتبارها إنجازات، حتى عندما يتبين أن الضحايا مدنيون أبرياء، وقال أحد الضباط: "بالنسبة لي، كل من يجتاز الخط هو مخرب، لا يوجد تهاون ولا يوجد مدنيون، الجميع مخربون".

عبّر بعض الجنود عن صدمتهم من هذه الأوامر والممارسات، متسائلين عن جدوى المشاركة في مثل هذه العمليات، وقال أحدهم: "هل تركت منزلي ونمت في بيت مليء بالفئران لأطلق النار على أشخاص غير مسلحين؟"، وأشار آخر إلى أنه إذا استُدعي مرة أخرى للخدمة في غزة، فلن يذهب.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية